رسالةُ مجلسِ رؤساءِ الكنائسِ في الأردنّ حول الانتخاباتِ النّيابيّة 2024
سبتمبر 5, 2024المسيحيُّ مدعوٌّ ليماثلَ الله في كلِّ شيء
سبتمبر 8, 2024مع بدء الحملة الانتخابية لاختيار المجلس النيابي العشرين، اتساءل هنا، ماذا نريد من النائب المسيحي؟ لم يسبق وان تجرأ اي مرشح مسيحي (وفق اطلاعي) الاعلان عن اية احتياجات يريد العمل عليها وتحقيقها فيما يتعلق بالشأن المسيحي ضمن برنامجه الانتخابي ، في الواقع نحن مسيحي الاردن انصهرنا بالمجتمع انصهار كبير لدرجة انه بالكاد لدينا هوية مسيحية بحكم تأثرنا بالثقافة الإسلامية، وهناك فئة منا تتجنب التعبير او الاعلان عن هويته المسيحية إلا اذَا لزم الامر، برأيي مسألة تحديد احتياجات وبرنامج عمل يتعلق بالمكون المسيحي في اطار المصلحة العامة، امر اساسي في الترشح للانتخابات النيابية وهذه ليست مسؤولية المرشح المسيحي وحده بل مسؤولية مجتمع مسيحي بكافة تنظيماته وطوائفه، فليس من العيب ان تقف كنائب مسيحي مع متطلبات مسيحية هامة مثل: إقرار قانون الإرث المسيحي وموضوع التبني، فعندما يشعر النائب المسيحي ان هناك برنامج محدد تم انتخابه في ضوءه وان خلفه مواطن مسيحي ينتظر منه التحدث والمطالبة باسمه سيحرص النائب حينها على الالتزام وسيتحلى بالجرأة والمتابعة وبالتالي يصبح للوجود المسيحي ثقل اكبر في المجتمع والدولة الأردنية.
ولا بد من الإشارة في هذا الصدد الى ان الكوتا او نظام توزيع الحصص (بغض النظر عن دستوريتها) وجدت أصلا لضمان حسن وعدالة التمثيل السياسي وعدم ترك اي فئة مهمشه او غير ممثله، فيفترض ان من يترشح عن مقاعد الكوتا ان يكون ممثلا لقاعدته الأساسية، وما نراه مؤخرا من ترشح بعض النواب المسيحيين ضمن قوائم احزاب لا تمثل المجتمع الأردني المسيحي هو مخالفة صريحة للغاية والهدف التي وجدت وشرعت من اجلها الكوتا، وعليه فأن الناخب المسيحي سيكون مضطرا إلى انتخاب القائمة التي ضمت اسم مرشحه المسيحي بغض النظر عن هوية هذه القائمة او الحزب وتوجهاتها السياسية ، وهذا خلل كبير قد يفقد الكوتا معناها وغاياتها.
ويجب التنويه الى ان المشاركة في الانتخابات النيابية تعد واجباً وطنياً واستحقاقا دستورياً، يتطلب مشاركة الجميع، تأكيدا على الالتزام بالنهج الديمقراطي والحرص على اتاحة المجال للمشاركة الشعبية في صنع القرار، فمن خلال ذهابنا الى صناديق الاقتراع وممارسة حقنا بالانتخاب سنختار من يمثلنا في صنع القانون، من يمثلنا في الرقابة على الإدارة والحكومة ومساءلتها، يمثلنا في إقرار الموازنات العامة، فحتى لو شعرنا بالإحباط من المجالس السابقة فمشاركتنا بالعملية الانتخابية ستوصل النائب المسيحي الذي يمثل همومنا ويعكس رسالتنا.