سر الافخارستية (الشكر الإلهي)
أسّس السيد المسيح، في العشاء الأخير الذي أقامه لتلاميذه قبل صلبه وقيامته، سرّ الإفخارستيّا (وهو لفظ يونانيّ يعني الشكر). هذا السرّ الذي يتمّ في الكنيسة في كلّ قدّاس إلهيّ، حيث يتناول المؤمنون جسد المسيح ودمه للاتّحاد به، ويكون حضور المسيح حقيقيّ في سرّ الإفخارستيّا والمشاركة فيه لنوال الحياة الأبديّة.
فكرة الاتّحاد لم تكن بعيدة عن الآباء عندما تناولوا موضوع الإفخارستيّا، حيث تعني الاتّحاد بالمسيح واتّحاد المؤمنين ببعضهم. فمثلاً، يوصي القديس أغناطيوس الأنطاكيّ (+107) أهل فيلادلفيا (في تركيا الحاليّة) قائلاً: “حاولوا جهدكم أن يكون لكم إفخارستيّا واحدة، لأنّ جسد ربّنا يسوع المسيح واحد. واحدة هي الكأس لوحدة دمه، وواحد هو المذبح أيضاً، وواحد هو الأسقف مع كهنته والشمامسة”. ومن هنا، نجد تشديد الكنيسة الأرثوذكسيّة على عدم إقامة أكثر من قدّاس واحد في اليوم، لأنّ الرعيّة الواحدة مدعوّة إلى أن تكون واحدة لا عدّة وحدات متفرّقة.
الإفخارستيّا هي جسد المسيح وهي ليست جسداً ميتاً، بل جسد حيّ. وأجسادنا ما أن تتناوله بالإفخارستيّا فإنّما تستقبل الحياة وتتّصل بعدم الفناء
ويقول القدّيس كيرلّس الأورشليميّ (+386): “إنّ الخبز والخمر كانا، قبل استدعاء الثالوث الأقدس عليهما، مجرّد خبز وخمر عاديَّين. ولكن بمجرّد ما تمّ هذا الاستدعاء وهذا الابتهال، تحوّل الخبز والخمر إلى جسد المسيح ودمه”.
صلاة المطالبسي (قبل المناولة)
على كل مؤمن يرغب بتناول الاسرار المقدسة أن يصلّي هذه الصلاة ليلة المناولة. قدوسٌ الله قدوس القوي قدوس الذي لا يموت أرحمنا (ثلاث مرات) المجد للآب
صلاة الشكر بعد المناولة
متى حظيت بحسن الاشتراك في القرابين السرّية المحيية. فللوقت سبّح وقدّم شكراً عظيماً وقل لله بحرارةٍ من صميم القلب ما يأتي: المجد لك يا الله .