
قرارات المجمع المقدس لجلسة الثامن من أيلول
سبتمبر 11, 2025
دوري كرةُ السّلّة الأرثوذكسيّ الرّابع
سبتمبر 12, 2025
في السنوات الاخيرة اصبحنا نسمع أكثر عن ظاهرة غريبة وخطيرة في آن واحد، أزواج يعيشون معاً تحت سقف واحد، يأكلون من نفس المائدة ينامون في نفس البيت…. لكن كل واحد منهما يعيش في عالمه الخاص وكأنهما مجرد غرباء يجمعهم الزواج.
ما معنى الإنفصال الصامت؟ هو أن تستمر العلاقة الزوجية شكلياً فقط، دون وجود تواصل حقيقي، ولا مشاركه وجدانية أو عاطفية أو حتى فكرية، يصبح البيت أشبه بفندق أو محطة إنتظار، كل طرف يؤدي واجباته الاساسية لكن الروح مفقوده، لا حديث صادق لا مشاعر دافئه، لا أحلام مشتركة، فقط صمت يبتلع كل شيء.
بمعنى آخر، لا يوجد اهتمام أو مودة متبادلة، يقل أو ينعدم الحوار بين الزوجين، تصبح الحياة الزوجية أشبه بالتعايش فقط من أجل الأولاد أو المجتمع أو الظروف المادية، قد تستمر المسؤوليات اليومية (مثل المصاريف أو تربية الأبناء) لكن المشاعر والدعم العاطفي تختفي.
اما عن أسباب الإنفصال الصامت، فهي كثيرة اهمها: الروتين القاتل حيث تتحول العلاقة الى عادات يومية خالية من الشغف، الإنشغال المفرط سواء بالعمل أو الهاتف أو مواقع التواصل فيصبح الآخر خارج دائرة الاهتمام، غياب التقدير عندما لا يشعر أي طرف أن جهوده أو مشاعره محط تقدير، الخلافات غير المحسومه كالمشاكل الصغيرة التي تتراكم دون حوار صريح، فتتحول الى جدار صامت يفصل بين الزوجين، واخيرا ضعف الذكاء العاطفي فالبعض لا يعرف كيف يعبّر، أو يظن أن الصمت أرحم من المواجهة.
كيف نكسر هذا الصمت؟
– المواجهة بشجاعة: الكلام هو الدواء الأول مهما كان صعباً.
– إعادة بناء الجسور وكسر الروتين: تخصيص وقت للحوار، للخروج معاً، لممارسة الانشطة المشتركة.
– احياء الرومانسية: ليست ترفاً، بل ضرورة لدوام الحياة الزوجية.
– التقدير المتبادل: كلمة شكر أو نظرة اهتمام تعيد الحياة لقلب ميت.
– طلب المساعدة: أحياناً نحتاج الى الإستشاره أو طرف ثالث محايد.
– إن لجوء الزوجين الى الكنيسة في أوقات الأزمات الزوجية يعتبر خطوة أساسية للحفاظ على قدسية الزواج، فالأسرار الكنسية والنعمة الإلهية تمدّهما بالصبر لتجاوز الخلافات، كما أن الحديث مع الأب الروحي يمنحمها فرصة للتعبير عما يثقل قلبيهما في جو من الآمان والثقة حيث يوجههما بحكمة روحية قائمة على الإيمان والخبرة.
بقلم القاضي
فارس الهلسه