دخول والدة الإله الكلية القداسة إلى الهيكل
ديسمبر 29, 2023الأفكار للرئيس ألكسيوس رئيس دير كسينوفوندوس
ديسمبر 29, 2023تعتبر المناولة غاية القداس الإلهي، ويتناول المؤمن جسد ودم الرب الإلهيين. جاء في الكتاب المقدس على لسان الرسول بولس: “لأني تسلّمت من الرب ما قد سلّمته إليكم وهو أن الرب في الليلة التي أُسلِمَ فيها أخذ خبزًا وشكر وكسر وقال: “خذوا كلوا، هذا هو جسدي الذي يُكسَر من أجلكم، اصنعوا هذا لذكري” (1كور11: 23 – 24) والرب يسوع المسيح نفسه أكّد على ضرورة الاستعداد المسبق لاستقبال الجسد والدم الكريمين، والذي يتابع تسلسل القداس الإلهي يستطيع أن يلاحظ تتبُّع عمل الكنيسة في تهيئة المؤمنين للمناولة، من صلوات وتراتيل واعتراف وإيمان. وبعد التهيئة يدعو الكاهن الشعب المؤمن للتقدُّم للمناولة حيث يعلِن: “بمخافة الله وإيمان ومحبَّة تقدموا”، وعليه فإنه يتوجّب على المؤمن تهيئة نفسه من الليلة السابقة للمناولة، والاستعداد للتقدُّم للكأس المقدَّس بانسحاق، ومن الأمور والترتيبات التي تساعد المؤمن على الاستعداد الروحي:
1. الصلاة: رتبت الكنيسة صلاة خاصة تسمى صلاة المطالبسي والتي تتضمن أفاشين التوبة والاعتراف بالخطايا وتدفعنا للتقدم بثقة من القرابين المقدسة لتقديس النفس والجسد ولعربون الحياة الأبدية، وتستمر الصلاة الى ما بعد المناولة كتقديم الشكر للرب الذي أهَّلنا أن نكون مستحقين لنتناول أسراره الطاهرة.
2. الصوم: إن استقبال هذا الحدث الإلهي الرهيب تسبقه فترة من الصوم، كما حدث في العهد القديم عندما استقبل الشعب الوصايا بفترة صوم، بحيث لا تقل عن ست ساعات بالإضافة الى يومي الجمعة والأربعاء على مدار العام، فنتخلى عن الطعام الجسدي لاستقبال الطعام الروحي جسد المسيح خبز الحياة.
3. المطالعة الروحية: من الكتاب المقدس والكتب الروحيّة (أمثال 12:28)
4. الابتعاد عن المهمات الدنيوية: كما يعلن المرتل: ” لنطرح عنا كل إهتمام دنيوي إذ أننا مزمعون أن نستقبل ملك الكل”.
5. المشاركة في القداس الإلهي منذ البداية وعدم المغادرة قبل أخد البركة.
6. الإستعداد الدائم للمناولة: هو الإلتزام الدائم بكافة تعاليم الرب يسوع في حياتنا اليومية.
7. التوبة والإعتراف: أن تكون نابعة من القلب (يو 19:1)
فإن كنا مستعدِّين نستمع باستحقاق لكلمات الكاهن التي تقول: هذه إذ لامست شفاهم نزعت آثامكم، وبعدها نخرج الى العالم حاملين المسيح فيكون كما قال فليضيء نوركم هكذا قدام العالم، هذا الإستعداد يؤكد عليه القديس يوحنا كرونشتادت حيث طالب:
• باستعداد واسع للمشاركة في القداس الإلهي.
• بيقظة أثناء حضوره لئلا يشرد الذهن تائهًا في متاهات الدنيا.
فهذه الخدمة هي أهم الخدم في الكنيسة نرتقي من خلالها الى مستوى روحي رفيع، نشترك في القداس لكي نبلغ غايته وهي استدعاء الروح القدس كي يتحوَّل الخبز الى جسد الرب والخمر الى دم الرب، طالبين أن نكون مستحقين لتناول الجسد والدم الإلهيين ونتقدم بإيمان ومخافة الله.