الجهاد في الصلاة
مارس 7, 2024عجائب القديس قوزما الإيتولي
مارس 7, 2024كان رجل يعمل على جسر متحرك لخطوط القطارات، وكان عمله محصورا في رفع الجسر لكي تمر البواخر من تحته، وبعد مرور الباخرة ينزّل الجسر ويعيده لوضعه حتى يمر القطار من فوقه.
وفي احد الأيام جاء ابن ذلك الرجل الوحيد لأبوه لزيارة والده في عمله. وكباقي الأولاد كان لديه الكثير من الأسئلة، ورغبة في معرفة كيف يستطيع أبوه بواسطة تحريك مفاتيح قليلة رفع جسر حديدي كبير كهذا، فتح له أبوه الباب الذي يؤدي الى تلك الدواليب المسننة والضخمة.
وحدث ما لم يكن في الحسبان، فإذ بذلك الولد يتعثر وتنزلق رجلاه هاوياً الى أسفل حيث تعلقت ثيابه بواحدة من تلك الدوائر المسننة.
أسرع الأب لينظر ما حصل وإذ بابنه الصغير يصرخ من الألم والخوف. فنزل حالا على ذلك الدرج المؤدي الى تلك الدواليب الكبيرة، ولكن من دون جدوى إذ لم يستطع الوصول الى ولده.
لم يعد لذلك الأب الكثير من الوقت ليتدلى بحبل من على الجسر، لأن القطار قادم بعد دقائق قليلة وعليه بإنزال الجسر الضخم وإعداد الخط الحديدي عليه لمرور القطار من فوقه.
ولكن ابنه معلق، والجسر لم يزل مرفوع، يا للمأزق الحرج، فهل بإمكانه تخليص ابنه الذي يصرخ خوفاً وألماً، ويترك ذلك الجسر مرفوعا، ولكن إذا لم ينزل الجسر في الحال، لا بد من سقوط ذلك القطار بكل من فيه من الناس.
وضع ذلك الأب يده على المفتاح وهي ترتجف، وشرع في إنزال ذلك الجسر المرفوع، وابتدأت تلك الدواليب المسننة تتحرك والدموع تنهار من عيني ذلك الأب… ولم يكد ذلك الجسر ينزل في مكانه حتى دوى صفير ذلك القطار السائر باتجاه الجسر.
مر ذلك القطار على الجسر بصفيره وضجيجه يملأ الأجواء، إذ لم يدري أحد بما فعله ذلك الأب الحنون.
كان ينظر الأب الى هؤلاء المسافرون السالمين في القطار، فكان منهم من يتناول الطعام، والبعض الآخر يضحكون مرحا بعضهم مع بعض، وآخرون يتصفحون الجرائد والمجلات … ولم ينتبه أحد الى تضحية ذلك الرجل الشهم الذي اختار أن ينقذ حياتهم على حساب ابنه الوحيد.
عزيزي، لقد رأى الله ابنه القدوس البار يُسمَّر على الصليب، بينما كان الكثيرون يسخرون به، يبصقون عليه، يُعيِّروه ويحقّرونه بغير مبالات.
لقد قدم الله ابنه الوحيد، لكي يموت على الصليب من أجلك أنت، ولماذا يا ترى؟ لكي تكون لك الحياة الأبدية.
الله، بذله لأجلنا أجمعين. يقول الكتاب المقدس: الذي يؤمن بالابن له حياة أبدية، والذي لا يؤمن بالابن لن يرى حياة بل يمكث عليه غضب الله. لقد بذل الرب يسوع المسيح نفسه على الصليب لإجلي ولإجلك، ليطهرنا من كل خطية. وينجينا من الهلاك الأبدي.