الخطوبة في المسيحية
يناير 11, 2024لاهوت سر الزواج المقدس
يناير 11, 2024الزواج هو سر الحب، النابع من محبة الله للبشر، وبهذا تختصر علاقة المسيح بالكنيسة. الحب هو حركة الخروج من الأنانية والفردية نحو الوحدة التي لا تذيب الأشخاص ولكن تؤكدهم.
محبس الخطوبة:
في البنصر الأيمن، اليمين رمز للقوة، والخاتم الدائري يرمز إلى رباط أبدي كونه دائرة لا بداية لها ولا نهاية تماماً كالأبدية.
في البداية يبخّر الكاهن حول المنضدة والأيقونات والعروسين والشعب وأثناء التبخير يتم ترتيل “طوبى لجميع الذين يتقون الرب السالكين في طرقه”.
الإعلان والطلبة السلامية:
يفتتح الكاهن صلاة الإكليل بإعلان “مباركة هي مملكة الآب والابن والروح القدس..”. المباركة بحسب المفهوم الكتابي تعني أن تجعل الملكوت هدفاً لك، حيث أن هدف الزواج هو حياة القداسة. يليه الطلبة السلامية وفيها نطلب من الله أن يبارك هذا العرس مثل عرس قانا الجليل.
الأفاشين:
بعد الطلبة تُتلى ثلاث صلوات (أفاشين) لمباركة الإكليل: الصلاة الأولى ذات صفة تسبيحية، الثانية نطلب فيها من الله أن يبارك العروسين ويحفظهما، والثالثة نطلب من الله أن يرسل يده من مسكن قدسه ويقرن العروسين لأن منه هو إقران المرأة بالرجل. أثناء الأفشين الثالث يشبك الكاهن يدي العروسين تعبيراً عن الوحدة القائمة بين الزوجين.
الأكاليل:
يتناول الكاهن الإكليلين ويرسم بهما إشارة صليب على العروسين معلناً ثلاث مرات: “يكلّل عبد الله (فلان) على أمة الله (فلانة) على اسم الآب والابن والروح القدس، آمين”، بعدها يبدل الكاهن الإكليلين على رأس العروسين مرتلاً “أيها الرب إلهنا بالمجد والكرامة كللهما”. يكافأ العروسان بالأكاليل ثمرة للانتصار الداخلي على الشهوات والعيوب والنواقص على اختلافها من جسدية وروحية. يُتوّج العروسان دليلاً على انتصارهما في العفة قبل الزواج وعلى حملهما الصليب في الحياة الزوجية المشتركة.
الكأس المشتركة:
يبارك الكاهن كأس الخمر المشتركة ويسقي منها العروسين ثلاث شربات على اسم الآب والابن والروح القدس. وترمز هذه الكأس إلى شركة الزوجين التامة في حياتهما، في الأفراح والأحزان والمصاعب والأتعاب والراحة. يشرب العروسان معاً كأس الحياة بأسرها وبمختلف وجوهها. وقد تكون حلوة المذاق في الفم وقد تكون شديدة المرارة.
الدورة ورفع الأكاليل:
الدوران حول المنضدة: هذا الزياح في القرون الأولى كان يحصل عادةً بعودة العروسين من الكنيسة الى منزلهما. فالكاهن، وبعد الكأس المشتركة، يأخذ الشموع ويوزّعها ويقول للعروسين: ” لنخرج بسلامٍ “، ثم يباركهما قائلاً: ” افرحوا في الرب دوماً “. بعدها يخرجون من الكنيسة.
إحدى المخطوطات تذكر أنه بعد الخروج من القداس، تُرتّل الثاوطوكية ” ان الهيكل الكلي النقاوة “، ثم ثاوطوكيات الألحان الثمانية، أثناء السير على الطريق من الكنيسة الى البيت.
مخطوطاتٌ أخرى تذكر أن طروبارية ” يا إشَعيا ” مع طروباريات اخرى تُرتّل في الطريق.
بعد ان يترك الكاهن العروسين في البيت، تبدأ الاحتفالات المنزلية التي تستغرق عدة أيامٍ، تنتهي بتلاوة الكاهن أفشين الحل.أمّا العادة الحالية بالتطواف حول المائدة ثلاث مرات قد ثبتت في القرن الخامس عشر.
أما اليوم بعد الكأس المشتركة يبدأ الدوران ثلاث دورات حول المنضدة ويسمى رقصة إشَعيا. يدور العروسان بشكل دائري للدلالة على الكمال والأبدية. فالدائرة لا بداية ولا نهاية لها وهي رمز لاكتمال الدورة الزمنية. وبالتالي فإن هذه الدورة تعبيراً عن الحياة المشتركة الأبدية الكاملة التي يزمع العروسان أن يعيشاها. بحسب البعض، تشير هذه الرقصة إلى الخطوات الأولى التي يقوم بها العروسان برفقة الكاهن في طريق الرب.
خلال الدورة تُرتّل ثلاث تراتيل: الأولى تطوّب العذراء والدة الإله والثانية تطلب شفاعة الشهداء والثالثة تُمجّد المسيح الإله.
بعد الدورة الثالثة يرفع الكاهن الأكاليل عن رأسي العروسين طالباً من الله أن يعظم العريس والعروس. ثم يتلو الكاهن صلاتين قصيرتين يطلب: في الأولى أن يقبل الله إكليل العروسين في ملكوته وفي الثانية من الثالوث الأقدس أن يباركهما ويمنحهما حياةً مديدة وحسن توليد ونجاحاً في المعيشة والإيمان.