مَتى تُقام خِدمة الذّكرانيّات
يناير 11, 2024هل يوجد بَدائل عن خِدمة الذّكرانيّات
يناير 11, 2024المُستلزمات المطلوبة لِخِدمةِ الذّكرانيّات هي: قربان الذّبيحة والخمر والبَخور والزَّيت والشُّمُوع – جميع المُستَلزَمات الّتي يُقَدِّمُها المؤمِن دائمًا لإقامة القدّاس الإلهيّ.
كلُّ هَذِهِ الأشياء مَطلُوبةٌ لأنّ مَفْهوم خِدمة الذّكرانيّات يَرْتَبِطُ ارتباطًا وَثيقًا بالقدّاس الإلهيّ. لا تَخصُّ هَذِهِ الخِدَمُ النّاسَ فَقَط بل تَخُصُّ المسيح في المَقَامِ الأوّل. فمِنَ المسيح نَطْلُبُ المُساعدة الّتي لا يُمِكنُ الحصول عليها إلاّ مِن خِلال القدّاس الإلهيّ. يَجب أن تُقدَّم الصّلوات الأخرى بِشَكلٍ طَبيعيّ، لَكِنَّها لَيْسَت خِدمة الذّكرانيّات، لأنَّها إمّا تَحتَوي على تريصاجيون بَسيط أو صلاة “قدّوسٌ الله، قدّوسٌ القَويّ، قدّوسٌ الّذي لا يَموت إارحَمْنا” المُقَدَّمَة لِراحة نَفسِ أحبّائنا الرّاقدين.
لأَجلِ هذا السّبب نُقدِّمُ قربان الذّبيحة والخمر في الكنيسة، إلى جانِبِ قائمةٍ بأسماء الرّاقدين الّتي تُقَدَّمُ من أجلِهم هَذِهِ القرابين.
يُشَدِّدُ القدّيس سمعان التسالونيكيّ على أهمّيّةِ خِدَمِة الذّكرانيّات، مُشَدِّدًا على الفائدة العظيمة الّتي تَتَلَقّاها نُفوس الرّاقدين من الاحتفال بالقدّاس الإلهيّ .
مُشيرًا إلى اليوم الثّالث بعدَ وفاةِ شَخصٍ ما، يكتب القدّيس سمعان التسالونيكي: “في اليوم الثّالث، يقع ما يُسَمَّى بال”تريتا” أيّ الثّالث، حَيثُ تُقَدَّمُ بُقول القمح ومُختلف ثِمارِ الأرض لله. على ماذا تَدُلُّ هَذِهِ التّقدِمات؟ تَدلُّ على أنّ البشر هُم أيضًا بُذور، مثل ثِمار الأرض. فعندما تُبذَرُ في الأرض، تَنهض بِقُوّةِ الله فوق الأرض مثل الحُبوب، وَبَعدَ أن تَتَمَكّنَ من النّمُوّ، وحين تصبح ناضِجةً وحَيّةً، فهي تَرغَبُ بأن تُقدَّم لِلمَسيح. فَكَمَا أنَّ البذرة الّتي تُزرَعُ في الأرض وَتَنبُتُ وتؤتي بِثِمارِها الوَافِرَة فيما بعد، كَذلِكَ الإنسان المُتَوَفّي الّذي يَتِمُّ دَفنُهُ الآنَ في الأرض يُريدُ أن يَقوم مُجددًا. هذا ما يَقولُه القدّيس بولس الرّسول أيضًا، مُستَخدِمًا البُذُور كَمِثالٍ لِشَرحِ القيامة.”
هنا يُشيرُ القدّيس سِمعان التسالونيكيّ تحديدًا إلى الكُولِيفا (القمح المسلوق) الّذي يُقَدَّم في خِدمة الذّكرانيّات وإلى المُكوّنات المُستَخدَمة في تَحضيرها، بالإضافةِ إلى مَعناها الرّمزيّ.
نَجِدُ هَذا التّقليد المُتَمَثِّل في تَقدِيمِ الكُولِيفا في خِدمةِ الذّكرانيّات مُنذُ القِدَم، مُنذُ القرنِ الرّابع.
قبل عادة تَقديم الكُولِيفا، كانَ يَتِمُّ تَقديم القُربان والخمر في خِدمةِ الذّكرانيّات، إلى جانِبِ الزّيتون أو الجبن أو الأرزّ، وعندما يتناول النّاس ما يُقدَّم ، كانوا يُصلّونَ قائِلين “فَليَكون ذِكرُهُ مُبَارَكًا “.