هل يوجد بَدائل عن خِدمة الذّكرانيّات
يناير 11, 2024ما مصيرُ النّاس الّذين غادَرُوا هَذِهِ الحَياة غير تائبين أو بلا تهيئة
يناير 11, 2024وِفْقًا لِخِبْرَةِ الإكليروس، يشهد آباءُ الكنيسةِ والكنيسة نفسُها أنّ خِدمة الذّكرانيّات مُفيدَةٌ للغايّة.
دَعُونا أوّلاً نَستعرض ما يَقُوله الآباء العظماء فيما يَتَعَلّقُ بالفوائدِ النّاجِمَةِ عن إقامَة خِدمة الذّكرانيّات.
يَقُولُ القدّيس يوحنّا الدّمَشْقِيّ إنّ الله يُرِيدُنا جَميعًا أنَ نكونَ مُحسِنِيِن تجاه بَعْضِنا البعض، سواء كنّا أحياء أو أموات.
عندما يَتَحَدّثُ الآباءُ عن خِدمة الذّكرانيّات والفوائِدِ الّتي تُقَدِّمها، فهم يتحدّثون عن كلامِ الرّبّ وعن مِشِيئتِهِ الّتي تُعَبِّرُ عن مَحَبَّتِهِ للبَشَريّة. لا يُمكنُنَا مَعْرِفَة محبّة الله أو قياس حُدُودِها، فنحن نَعْتَمِد عليها وعلى الفائدة الّتي تُوفّرُها خِدمة الذّكرانيّات.
يُولي القدّيس يوحنّا الذّهبيّ الفمّ أهمّيّةً عُظمى لإقامة الذّبيحة (القدّاس الإلهيّ) الّتي تُقام من أجل الرّاقد. “القرابين الّتي تُقَدَّمُ والأعمال الخيريّة الّتي تُتَمَّمُ من أجل الرّاقدين ليست بدون مكافآت، إنّها مُرَتّبَةٌ من قِبَلِ الرّوح القدس، الّذي يَشاء أن نُساعدَ بعضنا بعضًا. أُولَئِكَ الّذين ماتوا يُساعِدُونَكَ، وأنْتَ تُساعِدَهُم… لايُمكِنُنَا أن نَشُكَّ في أنّ الرّاقدين لا يَنْتَفِعُون بشَكْلٍ ما…
يَقُول القدّيس يوحنّا الذّهبيّ الفمّ: إنَّهُ لَشَرَفٌ عَظيمٌ لِلْنّفْس أن يتمّ ذِكْرُكَ خِلال القدّاس الإلهيّ
“فكمَا يَتِمُّ الاحتفال بانتصاراتِ المَلك ، يُمَجَّدُ أولئك الّذين ساعدوا في تحقيق الانتصارات، ويُحَرَّرُ كلّ من هو سجينٌ احتفاءً في هذه المُناسَبَةِ. ولكن عندما يَنْتَهِي الاحتفالُ ، لا يُمكن لأيّ سجينٍ أن يَحصلَ على أيّ عَفْوٍ لأنَّ الوقت المُناسِب للاحتفال بالنّصر هو أثناء الذّبيحة.”
“لقد نَصَّ الرُّسل القدّيسون على أنَّ الصّلاة من أجل الموتى يجب أن تُقدَّم خلال الذّبيحة السّريّة في القدّاس الإلهيّ. كانوا يَعْرِفون جيّدًا التّعزية الّتي تَكسبها النّفوس عندما تَرفَعُ جماعة الكنيسة أيديها أثناء الصّلاة مع الكاهن، مُقَدّمَةً ذبيحة القدّاس الإلهيّ السّريّة، أيُمكِنُ أن نحصل نحن أيضًا على الرّحمة الإلهيّة من خلال صلاتِنا؟ لكن هذا يَعُودُ إلى أولئك الّذين ماتوا على الإيمان.”
كَتَبَ القدّيسُ سمعان التسالونيكيّ ، وفقًا لِلتقليد الرّسوليّ: “لا شيء يُفيدُ الرَّاقِد، ولا يُمكن لأيّ شيءٍ أن يُسَبِّبَ مثل هذا الفرح والإستنارة في الوحدة مع الله، نَظيرَ الذّبيحة الإلهيّة. فهي دم الرّبِّ نفسه الّذي أهرِقَ من أَجْلِنا نحن الأذِلّاء، والجسد المقدّس عَينُه الّذي قُدِّمَ في هذِهِ الذّبيحة على المذبح المقدّس.”
يَقولُ القدّيس غريغوريوس النّيصصي، إنّ ذكر شخصٍ ما في وقت الاحتفال بالقدّاس الإلهيّ هو أمرٌ “مفيدٌ ومرضيٌّ لدى لله.”
يقول القدّيس كيرلّس الأورشليميّ ، “عظيمةٌ هي المنفعة”، تأتي تعزيةٌ كبيرةٌ من هذه الصّلاة.
وصَرَّحَ القدّيس أثناسيوس الكبير: “حتّى لو توفّي الإنسان التّقيّ في الهواء فلا تتردّد في تقديم الزّيت والشّموع لأجله، فهذه التّقدمة مقبولةٌ لدى الله والله يَرُدّ الجميل بالمنفعة”.
تمامًا عندما يكون لأبٍ طفلٌ مريضٌ لا يستطيع أن يُقدِّمَ الزّيت والشّموع والبخّور في الكنيسة بمفردهِ، فيَقُومُ الأبُ بتقديمها نيابةً عنه، ويقبل الله هذه التّقدمة. والأمر نفسه بالنّسبةِ للراقدين، حيثُ لم يَعُدْ لديهم جسدٌ ماديٌّ لمساعدةِ أنفسهم، فإنّ أصدقاءهم وأقرباءهم يصلّون نيابةً عنهم.
يَجِبُ أن لا نُهمِل خِدمة الذّكرانيّات. بالأحرى يَجِب على الأخصّ أن نَذْكُرَ الأسماءَ في وقتِ الذّبيحة العظيمة والمرهوبة، لأنّها أُعطيَتْ لنا لهذا السَّبَب.