إضاءةِ شجرةِ عيدِ الميلادِ المجيد في موقع المغطس
ديسمبر 7, 2024أمسيةُ تراتيلٍ وافتتاحُ بازارِ الميلادِ وإضاءةُ الشّجرة في المفرق
ديسمبر 7, 2024باسمِ الآبِ والابنِ والرّوح القدس.. آمين
معالي وزيرةَ السّياحةِ والآثارِ لينا عنّاب المحترمة راعيةَ هذا الاحتفال
الآباء الأجلاء ،أصحابَ المعالي والسّعادةِ والعطوفةِ والسّماحةِ،
أيّها الحفلُ الكريم، الجميعُ مع حفظ الألقاب
نعمةٌ عظيمةٌ وبرَكَةٌ كبيرةٌ لنا اليومَ ونحن في هذا المكان التّاريخي المقدّس لنحتفلَ بإضاءةِ شجرةِ عيدِ الميلادِ المجيد
بميلادِ المسيحِ صارتِ الأرضُ سماءً واشترك البشرُ مع الملائكةِ في تسبيحِ الخالقِ المولودِ طفلاً في بيتَ لحمَ، وسُمِعت في السّماءِ أصواتُ تسابيحِ الملائكةِ هاتفةً ” المجدُ لله في العُلى وعلى الأرضِ السّلامُ وفي النّاسِ المسرّة” معلنةً ظهورَ الإلهِ بالجسدِ يسوعَ المسيحِ الإلهِ الإنسانِ المخلّصِ عمّانوئيل أي الله معنا، لكي بتجسُّدِهِ وحضورِه يخلّصُ الإنسانَ من الموتِ والخطيئةِ ويصالحُ الإنسانَ مع الله ومع أخيهِ الإنسانِ ويعيدُهُ إلى ملكوتِه السّماوي ليحيا في الفرحِ الأبديّ.
فالميلادُ هو تجسُّدُ المحبّةِ والتّضحيةِ والعطاءِ والسّلامِ والمصالحةِ والمسامحة ، فيه نهيّئُ قلوبَنا مغارةً ليولَدَ فيه، فيحلُّ فينا السّلامُ والمحبّةُ والنّقاء، فنتعلّمُ منه أنّ المحبّة ليست كلامًا ولا شعاراتٍ طنّانةٍ بل هي عملٌ واجتهادٌ ومثابرةٌ لكلٍّ مِنّا في تحقيق عيشٍ كريمٍ بين أطيافِ المجتمعِ يُبنى على الاحترامِ المُتَبادَلِ بينهُم وقبولِ الآخَرين واحترامِ آرائِهم وعاداتِهم وتقاليدهِم فتنمو المحبّةُ ويَعُمُّ السّلام.
هذا السّلامُ الذي نعيشُه نحنُ في الأردنّ والذي نادى وينادي به دائمًا وفي جميعِ المحافلِ الدّوليّةِ جلالةُ مليكِنا المحبوبِ الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه النّابعةُ من معرفتِه العميقةِ بأنّ السّلام يأتي من احترامِ الآخَر واحترام رأيِه وقبولِه مهما كان دينُه أو لونُه أو لغتُه فجاءت رسالةُ عمّانَ وأسبوعُ الوِئامِ بين الأديانِ كخبرةٍ وثمرةٍ مُعاشَةٍ ونموذَجًا حيًّا للوَحدَةِ الوطنيّةِ بين أبناءِ هذا الوطنِ من مسيحيّينَ ومسلمينَ والتفافِهم حول قيادتِهم الهاشميّةِ الحكيمة .
وها نحنُ اليومَ وبعد أكثرِ من ألفَي عامٍ للميلادِ نقفُ جميعًا مسيحيّينَ ومسلمينَ في الضّفةِ الشّرقيّةِ لنهرِ الأردنّ مُحتفِلينَ باليوبيلِ الفضّي لموقعِ المغطسِ المقدّسِ والذي تزامَنَ مع اليوبيلِ الفضّي لجلوس جلالة الملك على العرشِ وتسلُّمِهِ سُلُطاتِهِ الدّستوريّة. المكانُ الذي لأوّلِ مرّةٍ في التّاريخِ البشريّ يُسمَعُ صوتُ الآبِ وينزِلُ الرّوحُ القدسُ بهيئةِ حمامة، المكانُ الذي اعتمدَ فيه المسيحُ له المجد بيدِ القدّيسِ يوحنّا المعمدان ، المكانُ الذي فيه تقدَّست طبيعةُ المياهِ بمعموديّةِ المسيحِ فيه، المكانُ الذي تنبعثُ منه رائحةُ الطّيبِ والقداسةِ من خلالِ حياةِ نُسّاكِه ورهبانِه الذين رووا الأرضَ بدموعهِم واستجابتِ السّماءُ لصلواتِهم ،المكانُ الذي تتطلّعُ إليه جميعُ أنظارِ المسيحيّينَ في العالمِ ليغتَرِفوا القداسةَ والبَرَكة ،المكانُ الذي منه انطلقتِ المسيحيّةُ إلى العالمِ أجمع ، لنُضيءَ معًا وسطَ إقليمٍ ملتهبٍ بالحروبِ شجرةَ عيدِ الميلادِ المجيدِ، عيدَ السّلامِ بمثابةِ أملٍ ورجاءٍ لشعوبِنا المتالِّمةِ وتجسيدًا للمحبّةِ والتّآخي ضارعين إلى الإلهِ المتجسّدِ إلهِ السّلامِ في هذه الأيّامِ المبارَكَةِ ونحنُ على أبوابِ الميلادِ المجيدِ بأن يبسُطَ سلامَه العادلَ على الأماكِنِ المقدّسةِ ويُنيرَ ويرشدَ أصحابَ القرارِ لحلِّ القضيّةِ الفلسطينيّةِ وأن يَمُنَّ على أهلِنا في غزةَ ولبنانَ وسوريا بالسّلامِ ويخفِّفَ عنهُمِ الذُّعرَ والخوفَ والألمَ ويشفي كلَّ مريضٍ وجريحٍ فيهِم ويرحمَ مَنِ استشهدَ منهم، ونبتهلُ إليهِ أن يُديمَ علينا وعلى أردنِّنا الغالي نعمةَ الامنِ والأمانِ والسّلامِ ويثبِّتَ المحبّةَ والتّسامحَ بيننا جميعًا ويأزُرَ ويحفظَ لنا جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم وولي عهده الأمين سمو الأمير الحسين بن عبدالله وجيشَنا العربيَّ وأجهزتِنا الأمنيِّةِ ليبقى اسمُ الأردنِّ عاليًا شامخًا حصينًا منيعًا أمام من تُسَوِّلُ له نفسُه العبثَ بسلامِ الأردنِّ واستقرارِه.
ميلاد مجيد وكل عام والجميع بخير