لاهوت سر مسحة الميرون المقدس

سر مسحة الميرون: هو سر حلول الروح القدس على المؤمن المعمَّد، للتثبيت، وهو سر مقدس به ينال المعتمد ختم موهبة الروح القدس

يدعى هذا السر بسر التثبيت، سر الميرون، ختم موهبة الروح القدس وضع الأيادي.

يهدف السر بجوهره إلى النمو في الحياة الروحية بفعل الروح القدس والسعي إلى الكمال المسيحي.

اسس الرب يسوع المسيح له المجد هذا السر عندما أشار إلى الروح القدس الذي كان المؤمنون به مزمعين أن يقبلوه فقال ” إن عَطِش أحد فليقبل إليَّ ويشرب، من آمن بي كما قال الكتاب تجرى من بطنه أنهار ماء حيّ. قال هذا عن الروح القدس الذي كان المؤمنون به مزمعين أن يقبلوه لأنَّ الروح القدس لم يكن قد أعطي بعد لأن يسوع لم يكن قد مُجّدَ بعد ” (يو7: 37 – 39).

ولذلك وعد تلاميذه بحلول الروح القدس عليهم (يو14: 16 و17)، (يو16: 7 و13).وأوصاهم ألا يبرحوا من أورشليم بل ينتظروا موعد الآب (أع1: 4 و5)، وقد منحهم إياه في يوم الخمسين عندما حل الروح القدس على الرسل والتلاميذ الأطهار ومن معهم في علية صهيون (أع2).

وأعطاهم السلطان أن يمنحوا لكل مؤمن يعتمد باسم الثالوث القدوس (أع8: 15-16)،ثم بعد ذلك استخدموا المسحة المقدسة أي الميرون (1يو2: 27).

وقد أخذوا ذلك بإرشاد الروح القدس، واستنادا على تعليم الكتاب المقدس بخصوص الدهن المقدس الذي كان يمسح به الملوك والكهنة والأنبياء في العهد القديم.

 ثم خوّلوا الكهنة (القسس) حق مسح المعدين ومنحهم موهبة وعطية الروح القدس بالمسح بالميرون المقدس.

واضح من الأقوال الإلهية والتعاليم الإنجيلية والنصوص الكتابية أن سر الميرون سر يلي المعودية ومن ذلك يظهر أنه عمل سري قائم بنفسه مستقل عن المعمودية.

وهذا أيضاً ثابت من تعليم الكتاب المقدس بعهديه (أش61: 1، أش11: 2)، (1كو6: 11، 2كو1: 21 و22، تي 3: 5، أف5: 26، عب 6: 2).

ما هي الأدلة التي تثبت الحقيقة الأرثوذكسية في منح الميرون بعد العماد مباشرة؟

الكنيسة الأرثوذكسية تمنح سر الميرون بعد العماد مباشرة، متبعة تعليم الرب وتسليم رسله الأطهار. ولكن الكنائس الغربية بدأت تؤخر منحه للأولاد حتى سن السابعة أو الثانية عشر، بحجة ان تكون عقولهم ومداركهم كافية لنوال

السر.

ولكن الأدلة التي تؤكد وتثبت الحقيقة الأرثوذكسية واضحة وهي:

وحل عليه الروح القدس جسدياً بهيئة حمامة (مت3: 16). فالروح قد حل بعد المعمودية مباشرة.

الرسل الأطهار كانوا يتممون السر بوضع الأيادى بعد المعمودية حالاً

كما نص المجمع المسكوني الأول على إعطاء سر الميرون مباشرة بعد المعمودية كما مناولة المعمد حديثًا 

علماء الكنيسة الرومانية أنفسهم يقرون ويشهدون انها كانت تتم مدة أثني عشر قرنا للمعمدين بعد المعمودية مباشرة، في الشرق والغرب. 

إن تأخير هذا السر يحرم الأطفال من هذه النعمة والسمة.. ولماذا يمنعوا والرب قد دعاهم إليه؟

ولماذا يمنعوا من قبول السر والمعمدان قد امتلأ من الروح القدس وهو بعد في بطن أمه (لو1: 15).

كما أن الكنيسة لا تضمن حياة الأطفال حتى يبلغوا هذه السن. فلماذا يحرموا من هذه النعمة وبقية النعم الأخرى؟

ما هو سر الميرون؟ ولماذا؟

الميرون: كلمة يونانية معناها ” طيب “.وتطلق: على المزيج السائل المركب من نحو 30 صنفاً من الأطياب

والعطور وكالمر والعود واللبان.. (مز45: 8، خر 30: 22 – 30).

لماذا الميرون؟

لأن لكل سر علاقة ظاهرية ومادة منظورة فالمسح إشارة إلى المسحة الروحية.. وهكذا المسحة علاقة منظورة مشابهه لفظاً ومعنى للمسحة الداخلية التي من القدوس، كما أن الميرون (الدهن المقدس) مادة مناسبة للمسح، كما كان يمسح الملوك والكهنة والأنبياء في العهد القديم.

إن إسم المسيح مشتق من كلمة مسح حيث كان رؤساء الكهنة والملوك يمسحون بالزيت قبل نوالهم رتبتهم الكهنوتية او الملوكية (خر28: 41، لا6: 22، 1صم10: 1، 12: 13).

ما هي نتائج سر الميرون؟

نتائجه غير المنظورة:

قبول الروح القدس ومواهبه (أش11: 2).

يمنح إنارة للعقل والمعرفة (1يو 2: 20 و27).

يمنح تقوية الإرادة في العبادة وفي مخافة الرب (2كو1: 21 و22).